جدة والآخرون- قراءة ماتعة في تاريخ وأهمية مدينة جدة
المؤلف: حسين شبكشي10.06.2025

الكتب التي تتناول البحث التاريخي تمنحنا متعة لا تضاهيها متعة، فهي بمثابة رحلة استكشافية شيقة في أعماق الذاكرة، وبين ثنايا تفاصيل الماضي، وفي أغوار الزمن السحيق المتعلقة بالمدن العريقة، حيث تتيح للقارئ فرصة ثمينة للاطلاع على معلومات ساحرة ومثيرة للدهشة. وهذا بالضبط ما شعر به قراء مدن تاريخية عريقة مثل القدس الشريف، وروما الخالدة، والبندقية الساحرة، ودمشق الفيحاء، وحلب الشهباء، وأثينا مهد الحضارة، وجبيل العريقة، عندما انغمسوا في تفاصيلها المذهلة.
وهذا الشعور العميق هو بالتحديد الانطباع المهيمن الذي يخرج به القارئ بعد الانتهاء من قراءة الكتاب الجديد الممتع والآسر "جدة والآخرون: قراءة في الأهمية المكانية لمدينة جدة حتى بداية القرن العشرين"، لمؤلفه البارع الدكتور محمد أنور نويلاتي، الذي بات، وبكل جدارة واستحقاق، أحد أهم المؤرخين المتخصصين في تاريخ مدينة جدة، وأحد أبرز الخبراء المرموقين في هذا المجال الثقافي والتاريخي.
ويأتي هذا الإصدار القيم بمثابة إضافة نوعية وحلقة جديدة في سلسلة مشروع المؤلف المتفرد عن مدينته التي يعشقها حد الثمالة، فلقد سبق هذا المؤلف الأخير مجموعة من الكتب القيمة والبارزة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "جدة وعبقرية المكان.. صفحات من فرادتها الروحانية والثقافية"، و"أسطورة جدة أمنا حواء بين الأساطير والأديان والعلم"، وأيضاً "جدة وأمنا حواء.. عبق المكان وعمق الزمان.. قراءة متجددة".
ويركز المؤلف في كتابه الجديد بشكل أساسي على إبراز الأهمية المكانية الفائقة لمدينة جدة في العصر الإسلامي الزاهر، وأهميتها الدولية البارزة، وتأثير ذلك العميق على مختلف الأصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية.
والجدير بالذكر والثناء هو تلك المنهجية العلمية المحكمة والاحترافية العالية التي انتهجها المؤلف في بحثه، حيث لم يبخل على القارئ بجهد مضنٍ، وتكبد عناء السفر والترحال إلى مختلف البلدان والأقطار من أجل البحث الدقيق والتحقق الصارم من سلامة المعلومات وصحتها، وهو الأمر الذي أكسب الكتاب جدارة ومصداقية راسخة تضاهي أهمية البحوث الجامعية المرموقة.
وقد تجلى ذلك بوضوح وجلاء في ثنايا الكتاب، وذلك من خلال اختيار المؤلف الدقيق والمتقن للمفردات والكلمات، بحيث لا تحمل الكلمة أكثر مما تحتمل، دون أن يفرض رأياً معيناً أو ينفيه بشكل قاطع. مع وضوح محبته الجارفة لمدينته جدة واعتزازه العميق بانتمائه إلى وطنه الغالي المملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر أن الكثيرين من غير المتخصصين قد وقعوا في فخ الانحياز والتعاطف غير الموضوعي في كتاباتهم عن تاريخ المدن، مما أدى إلى ظهور نتائج هزيلة وضعيفة. وهذا ما تفاداه المؤلف تماماً من خلال حرصه الشديد على توثيق المعلومات من مصادر متعددة وموثوقة، بالإضافة إلى استعانته بمصادر رسمية من الأرشيف البريطاني والعثماني والبرتغالي، والتي تضمنت مراسلات وخرائط وصوراً تاريخية مهمة. كما قام المؤلف بجهد جبار في التحليل والنقد والتعليق، حتى لا يكون مجرد ناقل للمعلومات فقط.
باختصار، يقدم هذا الكتاب الرائع تحفة فنية متكاملة تحكي قصة مدينة ذات أهمية بالغة تقع على ساحل البحر الأحمر، والتي نجحت في أن تكون نقطة جذب رئيسية، وأن ترسخ لنفسها مكانة تاريخية مرموقة. وقد توّجت هذه المكانة بارتقاء استثنائي في العهد السعودي الزاهر، حيث تبلورت صورة المدينة للعالم أجمع. إن كتاب الدكتور محمد أنور نويلاتي عن محبوبته جدة يُعد إضافة قيمة ومميزة للمكتبة الوطنية، وقراءة ممتعة ومثمرة ننصح بها كل قارئ.
وهذا الشعور العميق هو بالتحديد الانطباع المهيمن الذي يخرج به القارئ بعد الانتهاء من قراءة الكتاب الجديد الممتع والآسر "جدة والآخرون: قراءة في الأهمية المكانية لمدينة جدة حتى بداية القرن العشرين"، لمؤلفه البارع الدكتور محمد أنور نويلاتي، الذي بات، وبكل جدارة واستحقاق، أحد أهم المؤرخين المتخصصين في تاريخ مدينة جدة، وأحد أبرز الخبراء المرموقين في هذا المجال الثقافي والتاريخي.
ويأتي هذا الإصدار القيم بمثابة إضافة نوعية وحلقة جديدة في سلسلة مشروع المؤلف المتفرد عن مدينته التي يعشقها حد الثمالة، فلقد سبق هذا المؤلف الأخير مجموعة من الكتب القيمة والبارزة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "جدة وعبقرية المكان.. صفحات من فرادتها الروحانية والثقافية"، و"أسطورة جدة أمنا حواء بين الأساطير والأديان والعلم"، وأيضاً "جدة وأمنا حواء.. عبق المكان وعمق الزمان.. قراءة متجددة".
ويركز المؤلف في كتابه الجديد بشكل أساسي على إبراز الأهمية المكانية الفائقة لمدينة جدة في العصر الإسلامي الزاهر، وأهميتها الدولية البارزة، وتأثير ذلك العميق على مختلف الأصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية.
والجدير بالذكر والثناء هو تلك المنهجية العلمية المحكمة والاحترافية العالية التي انتهجها المؤلف في بحثه، حيث لم يبخل على القارئ بجهد مضنٍ، وتكبد عناء السفر والترحال إلى مختلف البلدان والأقطار من أجل البحث الدقيق والتحقق الصارم من سلامة المعلومات وصحتها، وهو الأمر الذي أكسب الكتاب جدارة ومصداقية راسخة تضاهي أهمية البحوث الجامعية المرموقة.
وقد تجلى ذلك بوضوح وجلاء في ثنايا الكتاب، وذلك من خلال اختيار المؤلف الدقيق والمتقن للمفردات والكلمات، بحيث لا تحمل الكلمة أكثر مما تحتمل، دون أن يفرض رأياً معيناً أو ينفيه بشكل قاطع. مع وضوح محبته الجارفة لمدينته جدة واعتزازه العميق بانتمائه إلى وطنه الغالي المملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر أن الكثيرين من غير المتخصصين قد وقعوا في فخ الانحياز والتعاطف غير الموضوعي في كتاباتهم عن تاريخ المدن، مما أدى إلى ظهور نتائج هزيلة وضعيفة. وهذا ما تفاداه المؤلف تماماً من خلال حرصه الشديد على توثيق المعلومات من مصادر متعددة وموثوقة، بالإضافة إلى استعانته بمصادر رسمية من الأرشيف البريطاني والعثماني والبرتغالي، والتي تضمنت مراسلات وخرائط وصوراً تاريخية مهمة. كما قام المؤلف بجهد جبار في التحليل والنقد والتعليق، حتى لا يكون مجرد ناقل للمعلومات فقط.
باختصار، يقدم هذا الكتاب الرائع تحفة فنية متكاملة تحكي قصة مدينة ذات أهمية بالغة تقع على ساحل البحر الأحمر، والتي نجحت في أن تكون نقطة جذب رئيسية، وأن ترسخ لنفسها مكانة تاريخية مرموقة. وقد توّجت هذه المكانة بارتقاء استثنائي في العهد السعودي الزاهر، حيث تبلورت صورة المدينة للعالم أجمع. إن كتاب الدكتور محمد أنور نويلاتي عن محبوبته جدة يُعد إضافة قيمة ومميزة للمكتبة الوطنية، وقراءة ممتعة ومثمرة ننصح بها كل قارئ.